
فرشاتي وألواني وأدواتي الحادة تنطوي بين يدي فيتبدل حالها إلى أنشودة ساحرة من النغم الرقيق وأتبدل معها فأذوب وأذوب حتى يتلاشى كل ما حولي وانقطع عنه وتنقطع لغتي مع الزمن
وتتملكني لحظات من الجنون تتيه فيها نفسي في رحلة داخل الأروقة المظلمة باحثة عن مجهول، ويخترق شعاع خافت ظلام أروقتي فيضيئني ويحولني تارة إلى أداة طائعة بين أيادي أدواتي توجهها كيفما تريد تسري بي نشوة الرضا، وتارة أتحول إلى لون يمتزج مع كل لون متفرد فتتقاسم كل الألوان لوني وتملأ عروقي وأحسها بي
وهنا في هاك الركن أتحول إلى جزيء عابث يبحث عن قرار في لوحتي فلا يهدأ له بال حتى يتعب من الترحال مع كل مكوناتها ويستقر في الركن السفلي منها منتظر المصير. وتأخذني نفسي من هنا لهناك ويتبدل حالي في اللحظة آلاف المرات ولا تهدأ نفسي إلا بانتهاء الرحلة عائدة إلى عالم مقاييسه الزمان و المكان بعد أن تكتمل اللوحة واكتشف فارق الزمن يزيد عن أيام، مجهدة تصحبني آلام تنهك بدني
وأحمد الله على ما وهبني من جنون لأحيا به في عالم مجنون وعلى رحلات تاهت فيها نفسي فوجدت فيها نفسي.
وتمر أيام وشهور أشتاق لرائحة اللون ولحظات الجنون