lundi 3 janvier 2011

خبر وفاة


هذا الصباح أغلقت بابي بالمفتاح، وتوجهت إلى محطة القطار ذاهبة
لشركة الطيران لشراء تذكرة الرجوع للوطن،
وركبت القطار، صخب زحامه يخنقني.......
جذبتني تلك العيون، داعبت شعرها الأشقر ذا الحلية الخضراء، ابتسمت
لها، فأهدتني قبلة في الهواء،
وتذكرت أطفال بلادنا المسلوبة، أطفال اعتصرهم الحرمان، أتعطش
لرؤية الفرحة تتراقص في عيونهم.
شردت في أشلاء الشهداء من روت دماؤهم أغصان بلادهم، فأثمرت دماء
تضخ في عروق أطفال أبطال ليرووا بذور الحرية في أرضهم.
وتذكرت الأرض المجاورة، أرض تلوثها أقدام الأثرياء وتضم بجوفها
نفايات ولائمهم، وأساس قصورهم كأشواك في فيها
وشردت بالأرض المجاورة تبتلع مرغمة بصق المتذمرين ولعاب الجائعين
ودموع البائسين..........
تلاحقني صورة مظلوم طريد، تلاحقني صورة الشيخ الشهيد، وعلاء الطفل
الوليد.
وتحسرت وحلمت وبكيت وضحكت، وحلمت بيوم النصر، حلمت بدخول القدس
وحلمت بتذكرة السفر، بيوم الرجوع لجدتي، لأغوص في أحضانها، وأسمع
دقات قلبها........
دقات ......دقات........دقات الإنذار توقف القطار.... في لحظات
زلزلني الانفجار....
والتهمت جثماني النيران.......
ولم يبق مني سوى رماد بجانب المفتاح وحلية الشعر الخضراء
فبعثوا رمادي إلى بلادي..... بدون تذكرة طيران