dimanche 12 juin 2011

المدن العتيقة





في تلك المدن العتيقة طافت روحي بين جدران الازقة .... ذاك الحجر شاهد على مرحي ... و تلك الاطلال تبكي على حزني.....

في دروب كل مدينة .. احسه ظلا يتبعني ... يلفني .... يتنفسني ... يلفظني .... بألمي يختنق ...و بهمه يخنقني ..... يتلمس ومضاً خافتاً يتلصص ظلام تلك الوجوه ....كتماثيل مهدمة مبعثرة في ساحات حرب الوجود....

يبدو كمشهداً ضبابياً ... كل يبحث عن بقايا اشلاء ماضيه... و كل الامل ان يحظى بدفنه... وحتى هذا لا يستطيع


نبحث عن مدن لم تلجها الروح... تفصلها عن سابقيها وديان من الذكريات ... وسراديب من الحكايات ... مخبأة مفاتحها تحت انقاض الزمن ....


ندور في ودياننا، نعود في نهاية المطاف لذات الجدران.... ذات الاحجار... ذات الاطلال ..... ذات الوجوه والتماثيل المهدمة ...


إنها ذات المدن العتيقة .... نتلمس نورا يضئ ما بقي من بقايا باتت تسكن الروح... بكل تفاصيلها الغائرة في الوجدان

lundi 3 janvier 2011

خبر وفاة


هذا الصباح أغلقت بابي بالمفتاح، وتوجهت إلى محطة القطار ذاهبة
لشركة الطيران لشراء تذكرة الرجوع للوطن،
وركبت القطار، صخب زحامه يخنقني.......
جذبتني تلك العيون، داعبت شعرها الأشقر ذا الحلية الخضراء، ابتسمت
لها، فأهدتني قبلة في الهواء،
وتذكرت أطفال بلادنا المسلوبة، أطفال اعتصرهم الحرمان، أتعطش
لرؤية الفرحة تتراقص في عيونهم.
شردت في أشلاء الشهداء من روت دماؤهم أغصان بلادهم، فأثمرت دماء
تضخ في عروق أطفال أبطال ليرووا بذور الحرية في أرضهم.
وتذكرت الأرض المجاورة، أرض تلوثها أقدام الأثرياء وتضم بجوفها
نفايات ولائمهم، وأساس قصورهم كأشواك في فيها
وشردت بالأرض المجاورة تبتلع مرغمة بصق المتذمرين ولعاب الجائعين
ودموع البائسين..........
تلاحقني صورة مظلوم طريد، تلاحقني صورة الشيخ الشهيد، وعلاء الطفل
الوليد.
وتحسرت وحلمت وبكيت وضحكت، وحلمت بيوم النصر، حلمت بدخول القدس
وحلمت بتذكرة السفر، بيوم الرجوع لجدتي، لأغوص في أحضانها، وأسمع
دقات قلبها........
دقات ......دقات........دقات الإنذار توقف القطار.... في لحظات
زلزلني الانفجار....
والتهمت جثماني النيران.......
ولم يبق مني سوى رماد بجانب المفتاح وحلية الشعر الخضراء
فبعثوا رمادي إلى بلادي..... بدون تذكرة طيران