dimanche 3 août 2008

البعد الخــــــــامـــــس


X, Y, Z تتشكل الكتل و تلتف حول ثلاث محاور
اول ما تعلمناه في مبادئ الهندسة الوصفية، تخيل الكتل في الفراغ، بظلها و نورها
كل شئ في الكون له ابعاد ثلاثية، طول وعرض و ارتفاع
وأنا لا اتقن شئ في الوجود الا الخيال :)، احادي و ثنائي وثلاثي الابعاد
فخيالي يبدأ من الصفر و ينتهي بأبعاده الثلاثية ... آخر محطة كونية عندي، ثم يعود إلى الصفر ليبدأ من جديد
ولأنه قد مرت حقبة طويلة من الزمان على دراستي الفيزياء والذرات والمعادلات والكيمياء
و توجهت بكل طاقتي الى الـخيـــــــــــــــــــال .... الى ان اصطدمت آلتي الزمنية بقطار الروتين و العمل والسعي للاستمرار، فتوقفت
التروس عن استقاء المزيد من الدروس للجديد في عالم متعدد الابعاد

احمل حقيبتي الثقيـــــــلة دائما مضطره على كاهلي وتثقل خطواتي وتبطئ سرعتي، فشاحن الكمبيوتر عظيم الثقل، يفوق وزنه وزن الكمبيوتر نفسه، فالجاذبية الارضية تشده ويشدني معه، ومع هذا اهرول بداخلي واستجمع كل همتي الباقية
وطاقتي المتبقية واطلق لخيالي المتعب كل العنان لاستحضار اريكتي التي سيلتقيها ظهري المسكين
وهكذا رحلتي اليومية، متوجهة الى المكتبة أو راحلة عنها، معبئة بالكتب والاوراق والكمبيوتر وشاحنه

وفجأة اتوقف ... اتأمل نقوش بناية... فترتبك كل مكوناتي المتعددة الاجزاء، وابحث في اركانها عن كاميرتي المدفونة تحت تلال الاسلاك والكتب والاوراق المبعثرة بداخل حقيبتي المتضخمة ...وفجأة تصل يدي اليها، وتغمرني سعادة بالتقاط الصورة وتسجيل اللحظة
نعم، يجذبي المعمار والنقوش والاعلانات و الصور والالوان وتنوعات البشر
وترتسم علامات الارتياح على وجهي، وسرعان ما تتبدل الابتسامة الى وجوم عندما اتذكر ثقل حاجياتي وآلام ظهري المسكيـــــــــــــــن
------------------
وفجأة من ضمن الفجأآت، توقفت عند مجموعة من رسامي البورتريه امام مكتبة من المكتبات كل ينادي على بضاعته، ويعرض فنه على السائحين، واغلبهم منهمك في انهاء ما بيده من بورتريه ليجد زبونا اخرا له، وكأنهم في سباق
وانا اتجول ما بين لوحاتهم و وجوه الفنانين ذاتهم، ما بين اسيوي و افريقي وأوروبي ... لفت انتباهي أحدهم برسوماته، ومحاولاته لمناداة السائحين لرسمهم ...يفعل كما يفعل زملاؤه
:) ما لفت انتباهي ملامحه، شكله اكيد مصري، اعرفهم وسط الف جنسية
وانطلق سؤالي بالفرنسية: حضرتك مصري؟
اجابني بالمصرية : ايوا يا فندم
- و دي لوحاتك و ده رسمك؟
- ايوا يا فندم ... و حضرتك مصرية ؟
- نعم
- انا اسمي فلان الفلاني ، وحضرتك بترسمي ؟
- الحقيقة مش اوي، بس كان نفسي اكون رسامة، انا مهندسة معمارية
- حيث كده بقى وانك طلعتي مهندسة انا حاكشفلك سررررر !!ا
و حدثتتني نفسي، ياااه سررر مرة واحدة ؟
و قال: - انا مهندس ميكانيكا ومكتشف البعد الخامس في الفيزياء!!!ا
- ياااااه ، ما شاء الله ، مكتشف البعد الخامس بجددد؟؟؟ هااايل
بس هو ايه حضرتك البعد الخامس ده ؟
نظر لي نظرة حسرة و خيبة امل قائلا : - تعرفي البعد الرابع الاول ؟
اجبته : لا
- وقلت لنفسي، انا اخري البعد الثالث، واللي باحاول اعمل بيه بحثي كله، بشوية مؤثرات صوتية تسجل الايحاء باللحظة التاريخية ؟ هو ده البعد الرابع ؟ الزمن؟؟ انا حدسي ميكدبش ابددددا
يمكن البعد الخامس هو الجاذبية الارضية اللي عمالة تشد في الشنظة اللي ماسكاها والتي بدورها عمالة تشد فيا ؟ :)، طب يمكن
هو البعد اللي في عدسة الكاميرا اللي في اعماق الشنطة ؟ الصور اللي لا 2 دي و لا 3 دي؟ طب مش يمكن قصده البعد التخيلي اللي في الدماغ اللي مطلعش على ارض الواقع لسه ؟و طبعا خوفا من اتفوه بإجابة خاطئة امام هذا العبقري ... فضلت ان احتوي افكاري الجهنمية و أسئله ببراءة ساذجة
- حقيقي عايزة اعرف، هو ايه البعد الخامس ؟
وتعمق احساسه بخيبة الامل وحسرة على شباب مصر الضائع في بلاد الفرنجة والذي لا يعلم شئ عن اكتشافه وبعده الخامس وأدار لي ظهره قائلا: مافيش داعي بقى انك تعرفي، وبرطم قائلا :عمارة ايه يا عالم اللي بتدرسها ديه؟
:(((
ووقفت مندهشة من هذا العالم العبقري المكتشف البعد الخامس اللي انا معرفوش وتعمق احساسي بالضآلة والجهل والفقر والمرض ... والام الظهر وأخدت بعضي اجر اذيال الخيبة والهزيمة المعنوية ...وكل ما يشغل بالي ان اعرف ما هو سر البولولم
و اخيــــرا عرفت سر البولولم
فتحت جوجل وبحثت عن البعد الخامس .... يااااه ؟ ده بجد ؟؟؟
طلع فيه بعد خامس وفي الفيزيا وهو عامل موقع قايل انه اللي مكتشفه هو نفسه اللي بصلي من فوق لتحت بنظرة اشمئزاز
يا خبر ؟؟؟ ده عامل وكاتب ابحاثه؟
يا سلاااام ... العلمو نورون
وبغض النظر عن ان كان عالما ام لا ... و بغض النظر عن التواضع المفقود لامثاله من العلماء
و صبرهم النافذ في توضيح علمهم للجهلاء امثالي
فلماذا لا ينظر اليه ذوي التخصص ... اللي هم اكيد حيفهموا هو ايه البعد الخامس !! اللي انا مش عارفاه !!ومين عارف، يمكن في يوم من الايام يقدرونه حق تقديره
واللي اكيد لن يكون مكانه رسم السواح امام المتاحف و المكتبات في بلاد تهتم بالعلماء
!!!
وتأصل احساسي بالحسرة والخيبة على شبابنا اللي على ارصفة باريس يستجدي السياح
ومحدش عارف عن البعد الخامس حاجة
يكونش هو ده البعد الخامس؟
!!!!

vendredi 11 juillet 2008

هذيــــان مغتربة

دعوني اهذي قبل الرحيل .... قبل ان اصمت ابدا مع الصامتين
دعوني انطق اخر حروفي المختنقة بداخل رأس مزحوم لعله يفرغ منه القليل
---------------
تختلف وجهتنا لاختلاف سبلنا، وتباين أدواتنا وقدرات ذاتنا
رفقا يا رفيق انسانيتي، فلا تعجب من اهتمامات من يجاورك، ولا تهزأ بفكر من يحاورك
فلولا تعدد الالوان لما رأت العين الا الظلام، و لولا الظلام ما عرفنا ضياء النهار
والكل له ظلال ممدودة في مختلف الاتجاهات، تحت نفس الشمس، على نفس الأرض
مهما اختلفت سبلنا و تباينت قدرات ذاتنا
---------------
ما يحزن حقا من يسعى فقط لملذاته، تحيطه دوائر من الفساد تضيق و تتسع تدور حوله ويدور حولها
حتى تندمج الدوائر وتصبح بؤرة واحدة تبث دوائر اخرى للفساد
وتلتهم من يقترب ويطمع في هذا الزيف
---------------
وعلى أعتاب الغربة نتأرجح ، إما الرجوع أو لا
نصائح الغرباء تنهال على الغرباء
ويتيهون بحثا عن وطن بعيدا عن وطن وفي قلب قلب الوطن
وما أقساها تلك الغربة
------------------

jeudi 10 juillet 2008

صمتـــــا




ايها الرعاة أغيثوا هذا البنيان، هو بيت من بيوت الله، صامدا دوما ولم يكن صامتا يوما .... رغم ما مر عليه من أهوال ... منذ دخول أرضنا الحبيبة دين الاسلام ... شيدوده و عمروه
عانى كثير العناء من الحروب و الدمار
بقي حتى زمننا هذا، نعم قد تغيرت معالمه مرارا في كل العصور، ولكنهم اضافوا عليه و طوروه
أما أنتم أيها الرعاة فلماذا تصمتون وتصرون على تبديله ببناء جديد ، و انقطعت عنه كل صلة بالماضي ، سوى ذكرى المكان

يمر المارة بجانب اسواره الجديدة يترحمون على مسجد عرفوه منذ ان وجودا ...مسجدا شهد مرور اجيال و اجيال لم يبق منه الا مكان، لماذا يا رعاة الاثار؟

قالوا لي صمتا ، فلا يحق لك الا ان تكوني مع الصامتين
ماذا تريدين؟ هل تريدين ان تفسدي علينا تلك الوليمة ؟ هل تبثين السموم في هذا الشهد المعسول ، صمتا فلا يحق لك الكلام
هل تريدين ان يظل الماضي وأحجار صمدت مئات السنين ان تصمد ابد الابدين ؟
مرت من هنا احداث جسام و حروب و قتال ، وزلازل دمرت البنيان ... وبقيت هذه الاحجار القديمة ، فأي فائدة لها و أي قيمة ؟ ظلت صامدة حتى أتينا وهدمناها ، نحن نريد العمار بعد ان جعلناها دمار


فما يضيرك أيتها الثائرة؟ هل تريدين قص الرقاب بحرب دائرة ؟
فقد هدمناها و على اطلالها بنينا الجديد وقد كان ما كان .... فلا يفيدك الكلام ، اصمتي فالصمت خير لك من الكلام

دعك من الهراء ولا تهتمي الا بهذه الاوراق، و لا تخرجي من حدودها الى واقعنا.... فنحن ملوك هذه الاثار ونحن حراسها و سنمحو أثرها و نحن ادرى بحالها

ايتها الحمقاء، فهل بلغت من العلم مبلغنا نحن علماء الاموال ؟

و في هذه الاعوام هدم بالكامل ثاني جامع بني بإفريقيا ... و تم اعادة بناءه في ذات المكان ..... بمواد بناء حديثة و فقد كل صلة له بالماضي ... وأفقدونا هويتنا كما أفقدونا اياها دائما ...محو لتاريخنا تحت مسمى الاعمار...

صمتا ، فلم يجدي ابدا الكلام

mardi 22 avril 2008

كرسي متحرك


كرسي متحرك هو كل أمنيتها في الوجود
كرسي متحرك وبه تتحرك في عالم تجمد من حولها
كانت تمنى نفسها بالشفاء وقدرتها على الوقوف والمشي كسابق عهدها
كم تعذبت وصبرت على مصابها
وكم طربت يوما لفرحها بتحقق أمنيتها أخيرا بعد رقودها شهور طويلة امتدت قرابة ثلاث سنوات
آخر زيارة لها كانت تدعو لي باسمة: ربنا يحقق اللي في بالي ويطمن قلبي عليكي يا حبيبتي، ومش حأقولك بقى على اللي في بالي
ودعتها وسافرت
وطرقت أفكار أفكاري، واشتقت اليها كثيرا وهاتفت أمي أسأل عن رقمها
وعرفت أن أفكار فارقتنا وفارقت كرسيها المتحرك وتركته في عالم متبلد متجمد
فارقتنا إلى عالم أكثر أمانا وسلاما، أسأل الله أن يبدل حالها الهزيل الضعيف إلى نضرة ونعيم
رحمها الله برحمته الواسعة

samedi 19 avril 2008

مســـافة

نحتاج لمسافة لنحدد تفاصيل، نراها أكثر وضوحا ما كنا لنبصرها مع انعدام المسافات واقترابنا الشديد

نحتاج مسافة لنبصر ونسمع ونشعر بيقين

وكل شئ مقدر في الكون و محسوب له بعده زمنا ومكانا بين كل الأشياء أبعاد، فتتكون اللوحات الكونية والبشرية

على ألا تطول المسافات فتختفي الحقائق

الآن أحتاج مسافة ما بين نفسي ونفسي لأراها بوضوح ، بخطأها وصوابها

وأحتاج لضبط مسافات بيني و بين كثير ممن حولي

فقط أحتاج لمســــــافة

vendredi 14 mars 2008

بين الزحام


وسط الزحام أختنق من كثرة الأنفاس، أكاد أصم من تداخل الأصوات، تنصهر الأشكال في عيني، لتعيد تشكيلها بطريقتها ، فهذه الرؤوس تغرق في معاطف متلاصقة، تسابق الزمن للصعود و الهبوط، وتتكرر الصور متتالية، متجاورة، متشابكة، متهـــــــــــالكة
و تقرع أجراس الأبراج في كل مكان، تخترق كل خلية في أذني، كقرع الطبول في وسط الأدغال
متداخلة كل الطبقات والألوان والألسن كتداخل المواسم الأربعة هنا في ذات التوقيت

وتختفي القمة وكل التفاصيل تحت الضباب

في ذات اللحظة الكل يتجمع ثم يفترق على مفترقات الطرق، وللحظة يصمت كل شئ قبل أن يعود إلى ضجيجه
في لحظة الصمت هذي أسمع صوتا واحدا يخرجني من هذا الصخب وتطوقني رائحة تخترق روحي

صوت جدتي الحنون ورائحتها الياسمينية