mercredi 13 octobre 2010

أثمن المعــــاني

قد نسعى عمراً طويلاً لتحقيق حلم ما ... ربما السكنى أعالي الجبال، قد نحيا متخذين رمزاً ما في الحياة مثالاً لكل ما نتمناه ....وقد تأخذنا الامال بعيد .... ويعيدنا واقعنا لطريق سلكناه .
وقرب النهاية نكتشف ان مساعينا لأحلامنا أبلغتنا السعادة في حينها
وأننا قد نفقدها بعد ما تاخذنا الخطى هناك ... قبل الوصول للهدف
وأن كل خطانا قبلا كانت حلما ومبتغى لغيرنا ......
وأن المثل والرمز الذي تصورناه، عندما أدركناه، سقطت عنه أقنعة الغموض وزال عنه البريق ......
وأبصرنا حقيقة أنفسنا : أننا سعينا وبذلنا المستطاع ...... فأدركنا أن بريق أعيننا هو ذلك الكنز النفيس بحق... ويستحق منا أن نحيا كل متغيراتنا بكل وعي وكل صدق...مالكين أثمن المعاني ....الإيمان والرضا والحب

mardi 12 octobre 2010

كــــــــلنا كـــتب



كلنا كتب..... كتب قيمة مقروءة تضيف لمن يقرؤها وتؤثر بكل حرف فيها..... وربما كتب مهملة، أو مستهلكة، أو مهمّشة، أو فارغة

- فهذا كتاب منمّق، سلس التعبير، عميق الفكرة، صفحاته طويلة عطرة، لا تملّ من قراءته

- وهذا كتيّب مختصر ولكنه مركّز ومفيد، يشير بكلمات قليلة لما يهدف، فتصل بسهولة
- وهذا الكتاب دافئ ... تعود مع قراءته لزمن يفيض مشاعر، وتلين النفس وتفرّ من همّها ومرارة الأحداث المؤلمة

- وهذا كتاب يعود بك قرون إلى الوراء وكأنك في مركبة الزمان، وتعايش روحك الأحداث وكأنك بطل من الأبطال

- وهذا كتاب ملئ بالحسابات والمعادلات... محدّد العبارات، فتهفو نفسك لإعادة حساباتك وترتيب حياتك

- أما ذاك الكتاب، قد يعجبك تغليفه وحلو عباراته .... وإذا بك بعد الانتهاء من قراءته تدرك أنك لم تستفد سوى بضع مفردات ولكنك على الأقل تستفيد ألّا تقرأ إلا المفيد

- وهذا كتاب محتواه كالأجنحة تتنقل بين بساتين المعرفة، وبين زهور الحياة وتطير معها لترى العالم بنظرة أخرى مختلفة

- وهذا كتاب يُبكيك من شدّة صراحته وعرضه للواقع ويوقظك من أحلامك الوردية لأراضي واقعية، أرض مدمّرة مستعمرة، فتفيق على صراخك، ماذا أفعل؟

- وهذا كتاب إن قرأته من أوله أو آخره، النتيجة واحدة، يكفيك أن تقرأ عنوانه وكأنك قرأته، فمحتواه حشو بين الغلافين بأوراق رخيصة الصنع ركيكة التعبير، وتستفيد كيفية قراءة العناوين.

- وهذا الكتاب تنزعج من قراءتك لأول صفحاته، فيعلّمك كيف يكون الصبر على بلواك، وتصبر على قراءته لعلك تجد بين غموض كلماته ما يستحق الإنتباه والفهم، وانت وحظك ربما تجد، وغالبا لا

- وهذا الكتاب قد لا يجذبك غلافه أو عنوانه وتهمل قراءته، وتعود إليه لتقرأه في أوقات الفراغ أو الملل، فتكتشف قيمته وبراعة صياغته، وتعاود قراءته أكثر من مرة، ففي كل مرة تبصر ما غفلت عنه في القراءات السابقة

-- كل منا أوراق مجمّعة أو مبعثرة تحوي مزيج من الأفكار والأحداث والاحاسيس والأهداف
كل منّا كتــاب.

lundi 6 septembre 2010

أما من أحد؟؟


أما من أحد يحدّث من القلب والروح دون تزييف أو خداع و تجمّل؟

دون مطمع أو مقصد؟

هل هناك من يصدُق دون غاية تنحدر في قيعان خبايا النفس و ما يشوبها من سوء؟
هل هناك من يهدي صفاء ونقاء وعطاء جريان الأنهار فتنشرح النفس وترضى الروح؟
هل هناك من يسمع؟
==================
بلى و ربي....فالله سميع بصير، خير مؤنس و هو خير الرازقين

من صفاته كرّمّنا و كلامه أصدق الكلم، واجتمعت أفئدة في حبه وبنوره

فالحمد لله على كل نعمه والصحبة الطيبة

dimanche 22 août 2010

حارس الذهب


-: ســـلام على الأسياااد و سكــان المكــاااان

--: اؤمرنا يا شيــخ بهلول....
-: اقفلوا النوور.. سدووا الأبوااااب ...
اقطعوا الأنفااااااس .... اقفلوا الشبابيييك ..
هاتوا الماااااء ... ولعوا الشموووووع ...
وهاتوا البخوووور
احضر في العجل يا شفرخووووطططط .....همببب ءرر ددد فففف بوو
شفرخوووط ... احضر الدهب في التووو والحاااال
--: و في غمضة عين اتلاقينا صندوق دهب طفى على وش الميه ...
والماظ و ياقوت و مرجاااان ...
وفجأة دخلت علينا جارتنا الست بهية ... برقت للدهب اللي على
الميه ... و مدت ايديها و منديلها ... وبصوت مرعووش قالت ...
اعطوني من الدهب شوية...
ويا عيني عليا ... الدهب اختفى في لحظة من على وش الميه ...
وصرخ فيها الشيخ بهلول ... منك لله يا بهيـــــــــة ... طار
شفرخوووط ... معاه الدهب و الياقوت ...
---------------------------------
عفوا .. هذه ليست حكاية من ألف ليلة و ليلة .. ولا تمثيلية
تليفزيونية .. او فيلم عن حياة العفاريتية :) ...
هذه حكاية كما روتها جارة الست بهية - اللي عمرها سبعين
وشوية -... عندما كانت طفلة واستعانوا بالعم صاحب شفرخووط كي
يستخرجلهم الكنز من السرداب تحت أنقاض بيتهم الأثري
القديم ....
وفي غمضة عين الست بهية جات قلبت عليهم الدنيا واختفى الكنز
ولم يظهر بعدها...
خده شفرخووط وهرب :))
فالأهالي يؤمنون بأنهم يسكنون منطقة عائمة على الذهب من كنوز
السلاطين و المماليك ...
وتتناقل الأقاويل و يتحاكي الجميع أن تحت كل بيت أثري قديم
كنز مدفون ..
و يأس البعض من العم بهلول و صاحبه العفريت .... و لم ييأس
اخرون من الحفر و التنقيب و النبش تحت أساس البيت الأثري
القديم ...
و من هذه البيوت لدينا الكثيــــر ... غير مسجله في هيئة
الآثار وبعيدة عن العيون ...
ولم يبقى الا هزة ارضية خفيفة تهد الأثر على ساكنيه والذي كان
في يوم من الايام متين ... ليزول الكنز الحقيقي ضحية اوهام
الدهب ...
آآآآه يا حسرتي
------------------ و ما زال البحث عن الذهب مستمرا
المصدر :
========
جولة في أعماق المدينة الفاطمية .. ولقاءات حية مع الأهالي ..

أجــزاء الحياة

هناك انماط مختلفة من شخصيات البشر، منهم من لا يرى في هذا الكون إلا ما يقوم به وما يهتم به، وما غير ذلك فهو بلا قيمة
هناك من لا يرى إلا هدف أراد تحقيقه وسعى له، وعندما يرى من حوله كل في فلك مختلف، يقلل من شأن عالمهم، وما يفعلون
في حين أن الجميع أجزاء متفرقة، ان اجتمعت، بترتيبها الصحيح، تتكون الصورة المتكاملة
تماما كالمقطوعة الموسيقية، تحتاج لتنسيق و توزيع مسافات مع بقية الآلات
تماما كما الالوان في لوحة بديعة، لا تكتمل الا بانسجامها مع الالوان الاخرى
تماما كما الأحرف لا تشكل جملة لها معنى إلا عند ترتيبها وتكوين الكلمات
فلنتخيل هذا سأعزف منفردة، بل سألعب فقط الدوو: دووو دووو دووو دو دو دو
سأنطق حرفا واحدا : ب ب ب ب ب ب.... يا للبلاغة :)
سأرسم لونا واحدا، كل اللوحة بذات اللون، بلا تدرجات، بلا نتوءات، بلا انثناءات

كلنا يحتاج للآخر ... كلنا له دور، كلنا له مهام في الحياة في مكانه
لتكتمــــل اللوحة ويتضح المعنى

dimanche 1 août 2010

زوايا رؤيتي



سقط يوما شهاب فوق سطح منزلي .... عفوا ولكن منزلي ليس له سطح.. فأنا أسكن في القمة .. من هنا تختلف زوايا الرؤى ... وبإمكاني أن أرى ما لا يراه من يقطنون في الطوابق السفلى ...
من أعلى نقطة في البناء و من فوق منزلي السطح ... سقط شهاب من السماء ...واخترق جدارن غرفتي والتهمتني هالاته ...
يا الهي ، قلبي ينخلع من الهلع ... سأسقط لا محالة في هاوية سحيقة مع تلك الهالات النورية النيرانية في أعماق الباطن ...
ولكن .....
لم أحترق ، لم أسقط ، ولم يسقط الشهاب بل ارتفع ... و ارتفع حتى السماء ... و بعدت اكثر عن الطوابق السفلى و عن زوايا رؤيتي فوق السطحية ... واختلفت الزاوية ، وضمت اطرافها محيط ارضنا ، بعدت عني ارضي واقتربت من ذاك النجم ، لطالما رقبت لمعانه النابض من فوق وسادتي ... هل بعث لي بذاك الشهاب يأخذني بجواره ؟
لم اعد أميز نهايات البناء ... وكل ما في الجوار ذاب ... ورأيت بلادي ومنابع انهارها شرايين تشق الصحاري ... من هنا لا اسمع صوت النحيب و بكاء الاطفال و لا دوي الرصاص ... من هنا لا ارى الدماء و لا حطام المدن المهدمة ... من هنا لا ارى كلمات مكتوبة بأسماء البلدان على خرائط مقسمة درسونا اياها في فصول العلم ... لا حدود و لا فواصل بين بلادي و بلاد الجوار... لا خطوط وهم متقطعة متقاطعة ...
ارض واحدة نصفها من نور و الاخر من ظلام ...

و تبددت زوايا رؤيتي ، فلم أعد أرى إلا نقاط صغيرة في فضاء سحيق .... لم يعد يراني أحد

ترى كيف يرانا الاخرون؟ بماذا تنعتنا بقية المخلوقات
هل يرانا الجان أغبياء؟ هل ترانا الملائكة أشقياء؟ كيف ترانا أرواح من سبقونا في الرحيل ؟ كيف ينظر الينا الاجداد ؟ هل تبكي علينا السماء، هل ترتج الجبال لظلمنا بعضنا البعض؟

و أعادني الشهاب يحيطني بهالاته النورانية في غمضة عين ... علني أعود لوسادتي بين جدران غرفتي على قمة سطح منزلي ، عفوا ... اقصد منزلي السطــــــــــــــــــح.... عدت و لكن ..... لم أجد لمنزلي سطح ، و لم أجد السطح منزلي ......... و ارتجت جوانبي لظلم البشر بعضهم البعض

lundi 3 mai 2010

تأملات أول مرة .... مع ظلي




غموض ساحر يخيم على هذا الاحساس في كل مرة اقوم فيها بنفس الشئ...

سر غريب في تتابع الأيام وكأنها تمر في نفس المكان، بعد فترات طوال، لأول مرة.


نعم، في كل مرة، وكأنها أول مرة...

منذ الصغر يرافقني السهر، أسبح مع الأحلام، ارقب المياه بهدوئها وجريانها على ضفاف النهر، وثوراتها على شواطئ البحر ...

بين لوحات الفنانين في نفس هذا الحي اشعر في كل مرة بعبق الفن برشاقة الخطوط و روعة الابداع، من هنا مر اشهر فناني العالم وعاش بعضهم ونقشت على مساكنهم تاريخهم

اما هنا على مدار سنين لن تطول، قاعات تروي تاريخ العظماء، وروائع معمار الاسلام، حقا استمتع في كل محاضرة مع اليقظة لكل ما يقال وتفنيده، تاريخ مستشرق، جميل ان تعرف فيم وكيف يفكر الاخر، ومؤلم أنهم يفكرون وينفذون بينما نحن في سبات عميق غـــــــــــــافلون

في هذا المكان تقلني آلة الزمن ، للخلف أسير مئات السنين، بين الأزقة والبيوت ونكهة ماضي عتيق، ينتابني نفس اشعور بالأسى في كل مرة، على مدينتي العريقة ، القاهرة الفاطمية، أسيرة هي، مجمّل بعض ظاهرها لعيون السائحين، ومهدم أغلب باطنها على رؤوس الساكنين!

لم يخيفني السفر، من خلف زجاج الطائرة سكون طويل يصاحب انفاس متلهفة للوحات السماء لساعات طوال اطيــــــــل النظر، وبنفس اللهفة تتوق نفسي لتسجيل اللحظة واسافر في كل مرة لأول مرة....