dimanche 1 août 2010

زوايا رؤيتي



سقط يوما شهاب فوق سطح منزلي .... عفوا ولكن منزلي ليس له سطح.. فأنا أسكن في القمة .. من هنا تختلف زوايا الرؤى ... وبإمكاني أن أرى ما لا يراه من يقطنون في الطوابق السفلى ...
من أعلى نقطة في البناء و من فوق منزلي السطح ... سقط شهاب من السماء ...واخترق جدارن غرفتي والتهمتني هالاته ...
يا الهي ، قلبي ينخلع من الهلع ... سأسقط لا محالة في هاوية سحيقة مع تلك الهالات النورية النيرانية في أعماق الباطن ...
ولكن .....
لم أحترق ، لم أسقط ، ولم يسقط الشهاب بل ارتفع ... و ارتفع حتى السماء ... و بعدت اكثر عن الطوابق السفلى و عن زوايا رؤيتي فوق السطحية ... واختلفت الزاوية ، وضمت اطرافها محيط ارضنا ، بعدت عني ارضي واقتربت من ذاك النجم ، لطالما رقبت لمعانه النابض من فوق وسادتي ... هل بعث لي بذاك الشهاب يأخذني بجواره ؟
لم اعد أميز نهايات البناء ... وكل ما في الجوار ذاب ... ورأيت بلادي ومنابع انهارها شرايين تشق الصحاري ... من هنا لا اسمع صوت النحيب و بكاء الاطفال و لا دوي الرصاص ... من هنا لا ارى الدماء و لا حطام المدن المهدمة ... من هنا لا ارى كلمات مكتوبة بأسماء البلدان على خرائط مقسمة درسونا اياها في فصول العلم ... لا حدود و لا فواصل بين بلادي و بلاد الجوار... لا خطوط وهم متقطعة متقاطعة ...
ارض واحدة نصفها من نور و الاخر من ظلام ...

و تبددت زوايا رؤيتي ، فلم أعد أرى إلا نقاط صغيرة في فضاء سحيق .... لم يعد يراني أحد

ترى كيف يرانا الاخرون؟ بماذا تنعتنا بقية المخلوقات
هل يرانا الجان أغبياء؟ هل ترانا الملائكة أشقياء؟ كيف ترانا أرواح من سبقونا في الرحيل ؟ كيف ينظر الينا الاجداد ؟ هل تبكي علينا السماء، هل ترتج الجبال لظلمنا بعضنا البعض؟

و أعادني الشهاب يحيطني بهالاته النورانية في غمضة عين ... علني أعود لوسادتي بين جدران غرفتي على قمة سطح منزلي ، عفوا ... اقصد منزلي السطــــــــــــــــــح.... عدت و لكن ..... لم أجد لمنزلي سطح ، و لم أجد السطح منزلي ......... و ارتجت جوانبي لظلم البشر بعضهم البعض

Aucun commentaire: