lundi 3 mai 2010

تأملات أول مرة .... مع ظلي




غموض ساحر يخيم على هذا الاحساس في كل مرة اقوم فيها بنفس الشئ...

سر غريب في تتابع الأيام وكأنها تمر في نفس المكان، بعد فترات طوال، لأول مرة.


نعم، في كل مرة، وكأنها أول مرة...

منذ الصغر يرافقني السهر، أسبح مع الأحلام، ارقب المياه بهدوئها وجريانها على ضفاف النهر، وثوراتها على شواطئ البحر ...

بين لوحات الفنانين في نفس هذا الحي اشعر في كل مرة بعبق الفن برشاقة الخطوط و روعة الابداع، من هنا مر اشهر فناني العالم وعاش بعضهم ونقشت على مساكنهم تاريخهم

اما هنا على مدار سنين لن تطول، قاعات تروي تاريخ العظماء، وروائع معمار الاسلام، حقا استمتع في كل محاضرة مع اليقظة لكل ما يقال وتفنيده، تاريخ مستشرق، جميل ان تعرف فيم وكيف يفكر الاخر، ومؤلم أنهم يفكرون وينفذون بينما نحن في سبات عميق غـــــــــــــافلون

في هذا المكان تقلني آلة الزمن ، للخلف أسير مئات السنين، بين الأزقة والبيوت ونكهة ماضي عتيق، ينتابني نفس اشعور بالأسى في كل مرة، على مدينتي العريقة ، القاهرة الفاطمية، أسيرة هي، مجمّل بعض ظاهرها لعيون السائحين، ومهدم أغلب باطنها على رؤوس الساكنين!

لم يخيفني السفر، من خلف زجاج الطائرة سكون طويل يصاحب انفاس متلهفة للوحات السماء لساعات طوال اطيــــــــل النظر، وبنفس اللهفة تتوق نفسي لتسجيل اللحظة واسافر في كل مرة لأول مرة....